مدى فعالية المحكمة الجنائية الدولية الدائمة /
مقدمة من الباحث حمد صالح الطيب محمد ؛ إشراف محمد عيد محمد الغريب.
- 2017
- 190 ص. ؛ 24 سم.
إشراف محمد عيد محمد الغريب.
يشتمل على إرجاعات ببليوجرافية. ببليوجرافية : ص. 176-187.
إن الجريمة معروفة منذ الأذل، حيث وقعت أبشع جريمة على وجه الأرض عندما قتل قابيل أخاه هابيل في بادئ الحياة الأولى إثم عظيم، وباء بإثمه فكان من الظالمين، وما أكثر ما حدث في البشرية من قتل ودمار وخراب لم يسلم منه طفل ولا شيخ ولا رجل ولا امرأة، فالكل جانٍ ومجني عليه، ولما كثر ذلك وخاف الإنسان على نفسه الفناء والدمار عرف الإنسان وسيلة العقاب ومارسها عن نفسه ونيابة عن المجتمع، حيث ظهرت التشريعات التي بدأت تجرم الأفعال غير المشروعة وتضع العقوبات المناسبة لها؛ ليتم توقيعها على مرتكبي تلك الأفعال عن طريق جهة محايدة، بهدف حماية الإنسان في شخصه وماله وحريته وعرضه وكرامته.وتعد المحكمة الجنائية الدولية أملا يسعى إلى تحقيقه كل إنسان، وخطوة كبرى إلى الأمام عن طريق الجهود المبذولة لتكوين نظام عالمي فعال برفع لواء المبادئ الأساسية للإنسانية والمساءلة، والقدرة الفعلية على إخضاع مرتكبي الجرائم الدولية للتحقيق والمحاكمة؛ لكي تحقق الاستقرار والأمن الدوليين.فالمحكمة الجنائية الدولية تمثل منذ ظهورها على الساحة الدولية في عام 1998م، الركيزة الرئيسية والقوة الدافعة لمختلف التيارات السياسية والقانونية التي باتت تدرك جيدًا أن الفراغ الواقع على ساحة العدالة الجنائية الدولية الذي شهدته الإنسانية عبر تاريخها الطويل لم يعد كما كان، فقد جاءت هذه المحكمة بمبادئ راسخة ومعبرة بوضوح عن الإرادة الأكيدة لغالبية أعضاء المجتمع الدولي.ويعد مبدأ فعالية المحكمة الجنائية الدولية الدائمة من أهم الضمانات الأساسية لتحقيق العدالة الجنائية الدولية على الصعيد الدولي، ولكونها المفترض الثاني لوجود قانون جنائي دولي وتطويره، والوقوف دون إفلات مرتكبي أشد الجرائم الدولية خطورة من أي عقاب، بما سيؤدي في نهاية الأمر إلى الحيلولة دون وقوع تلك الجرائم في المستقبل، وتعزيز السلام والاستقرار في المجتمع الدولي من خلال مفاهيم المساءلة والعدالة، والحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وحماية حقوق الإنسان.